للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلو أن يده أنكرت ما تؤثره في الحرب من الطعن والضرب لعلمنا أنها هي الفاعلة ذاك؛ لأن غيرها من الأيادي لا يقدر عليه.

وقوله:

وكيف تخفى التي زيادتها ... وناقع الموت بعض سيماها

ذكر أبو الفتح ابن جني رحمه الله أن الزيادة: السوط في هذا البيت, ولا يمتنع ذلك, والأشبه أن تكون الزيادة ها هنا السيف؛ لأنه قرنه بناقع الموت. والموت الناقع الذي قد اجتمع (٢٤٢/أ) من قولهم: ماء ناقع؛ أي مجتمع في موضعه.

وقوله:

لو كفر العالمون نعمته ... لما عدت نفسه سجاياها

يقول: لو كفر الناس نعم هذا الملك لما أخر عنهم الإنعام؛ لأن نفسه مخلوقة على فعل الإحسان فلا يغيرها عن مغير.

وقوله:

كالشمس لا تبتغي بما صنعت ... منفعةً عندهم ولا جاها

يقول: هذا الملك يحسن إلى العالم ولا يريد منهم جزاءً, فمثله مثل الشمس ينتفع بها كل الحيوان ولا تبغي بذلك ثناءً ولا نفعاً. ومصالح بني آدم جعلها البارئ جلت عظمته في طلوع الشمس عليهم؛ لأنها إذا لم تطلع على الموضع لم يكن فيه نبت ولا شجر ولم يسكنه حيوان.

وقوله:

الواسع العذر أن يتيه على الد ... نيا وأبنائها وما تاها

يقول: هذا الملك لو تاه على الدنيا ومن بها من الخلق لكان عذره مبسوطاً في ذلك, ولكنه لكرمه لم يته.

وقوله:

ول السلاطين من تولاها ... والجأ إليه تكن حدياها

قوله: من تولاها يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون معناه عرف السلاطين بمن وليها فإنهم لا يعرفون قدره.

<<  <   >  >>