وقد اقتصر حاتم الطائي في قوله: (٢٤٣/ب) [الطويل]
متى يأت يوماً وارثي يبتغي الغنى ... يجد جمع كف غير ملأى ولا صفر
يجد فرساً نهداً وأبيض صارماً ... جرازاً إذا ما هو لم يرض بالهبر
وأسمر خطياً كأن كعوبه ... نوى القسب قد أربى ذراعاً على العشر
وقوله:
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى ... ولا تتقى حتى تكون ضواريا
الطوى بفتح الطاء. يقال: فلان طوي البطن إذا كان خميصاً. والمعروف فتح الطاء, وحكاه سيبويه بالكسر؛ وعلى ذلك أنشد بيت عنترة: [الكامل]
ولقد أبيت على الطوى وأظله ... حتى أنال به كريم المأكل
والمعنى: أن حياء الليث لا يأتيه بالشبع, وإنما ينال ذلك إذا افترس. وهذا حث على طلب الرزق بالسيف؛ وهو نحوه من قول الآخر: [المتقارب]
وشر الضراغم ضرغامة ... طوى شبله وهو في الغيل هاد
والضواري: جمع ضارٍ, والضراوة أصلها لزوم الشيء. وكان بعض الصالحين يكره إدمان أكل اللحم. وفي بعض الحديث: «إياكم وهذه المجازر فإن لها ضراوةً كضراوة الخمر». ويقال: عرق ضارٍ إذا دام سيلانه, وأسد ضارٍ إذا تعود الفرس.
وقوله:
حببتك قلبي قبل حبك من نأى ... وقد كان غداراً فكن لي وافيا
المعروف: أحببت بالهمزة, وأكثر ما يستعمل في اسم المفعول: محبوب, وإنما القياس محب كما قال عنترة: [الكامل]