يتمسحون به يريدون البركة. وقيل: كان ممسوح القدم لا أخمص لرجله, وقيل: هو بالعبرانية مشيحاء, فلما عرب قيل: مسيح.
وقوله:
تيممني وكيلك مادحًا لي ... وأنشدني من الشعر الغريبا
يقال: تيممه وتأممه؛ إذا قصده, والياء في تيمم أكثر. فإذا قالوا: أممته, فالهمزة أكثر من الياء؛ لأنهم قل ما يقولون يممته. وقد أنشدوا هذا البيت:[الوافر]
فلم أجبن ولم أنكل ولكن ... يممت بها أبا عمرو بن عمرو
وقولهم: أنشدت الشعر: مأخوذ من قولهم: أنشدت الضالة إذا عرفتها؛ لأن الرجل ينشد الشعر والسامع لا يعلم من قائله, فإذا قيل له: لمن هذا الشعر نسبه إلى قائله, فشبه بالضالة المعرفة, ثم كثر الكلام بهذه اللفظة حتى سمى رفع الصوت بالشعر إنشادًا, وإن لم يسأل المنشد عن القائل. قال القطامي:[البسيط]
ما لي أرى الناس مزورا فحولهم ... عني إذا سمعوا صوتي وإنشادي
وقالوا: نشيد الشعر, كما قالوا: نشيد الضالة. قال الشاعر:[الوافر]
وأنا نعم أحلاس القوافي ... إذا استعر التنافر والنشيد
وقال عبد يغوت الحارثي:[الطويل]
أحقًا عباد الله أن لست سامعًا ... نشيد الرعاء المعزبين المتاليا