يصف عزمه بالمضاء والشدة. يقول: هذا العزم يسير الجسم راكباً في السرج ويسير القلب في الجسم ماشياً؛ أي إنه عزم على أمرٍ عظيم؛ فالراكب وإن كان جسمه في سرجٍ فكأن قلبه ماشٍ في جسده لأنه في مشقةٍ وتعبٍ لعظم ما يهم به.
وسرج الفرس يجوز أن يكون مأخوذاً من السراج الموقد لأنه يحسن الفرس كتحسين السراج ما يوقد فيه. ويحتمل أن يكون سمي سراجاً لأنه يدوم على ظهر الدابة. يقال: ما زال ذلك منه سرجوجةً أي دائماً. قال عبيدالله بن الحر الجفعي:[الطويل]
فلا تحسبن الخير لا شر بعده ... ولا الشر سرجوجًا على المر ترتبا
وقوله:
قواصد كافورٍ توارك غيره ... ومن قصد البحر استقل السواقيا
كافور: اسم عربي, ويقال لهذا الطيب: كافور, وقافور. والكافور: وعاء الطلع ونبت طيب الرائحة يقال له: قفور. قال العجاج:[الرجز]
كأن ريح بيته المزبور ... في الظل تحت الهدب اليخضور
مثواه عطارين بالعطور ... أهضامها والمسك والقفور
أراد بالقفور: الكافور المعروف. وقيل: بل أراد نبتاً طيب الرائحة. قال ابن أحمر:[السريع]
ترعى القطاة الخمس قفورها ... ثم تغر الماء فيمن تغر
والسواقي: جمع ساقية, وهو كل ما ثعب من غيره كأنه قليل من كثير.
وقوله:
فجاءت بنا إنسان عين زمانه ... وخلت بياضاً خلفها ومآقيا