جعله إنسان عين الزمن, وإنسان العين هو الناظر, وجمعه: أناسي. قال ذو الرمة:[الطويل](٢٤٥/أ)
إذا استوحشت آذانها استأنست لها ... أناسي ملحوب لها في الحواجب
جعل الشاعر العالم كبياض العين ومآقيها؛ لأن هذه الأشياء لا ينتفع بها في النظر, وجعل الممدوح كإنسان العين لأن الخاصة فيه.
وقوله:
تجوز عليها المحسنين إلى الذي ... نرى عندهم إحسانه والأياديا
يقول: تجوز على هذه الخيل الملوك الذين يحسنون إلى الناس إلى الملك الذي جرت عادته بأن يحسن إلى المحسنين, وقد رأينا إنعامه عليهم, فاخترنا قصده على قصدهم.
وقوله:
فتى ما سرينا في ظهور جدودنا ... إلى عصره إلا نرجي التلاقيا
هذا البيت لم يقل في معناه مثله؛ لأن الشاعر ادعى أنه وأن غيره لم يسروا في ظهور جدودهم إلا رغبةً في لقاء هذا الممدوح. وهذا من إفراط الغلو؛ إلا أنه على مذاهب الشعراء معنى لا يوصل إلى مثله.
وقوله:
ترفع عن عون المكارم قدره ... فما يفعل الفعلات إلا عذاريا
استعارت العرب العوان للحرب, وكذلك للحائل واللاقح. فالحائل التي لم يقاتل فيها ذلك العام, واللاقح التي قد وجب فيها القتال, والعوان التي قد حورب فيها مرةً بعد مرةٍ وجعلوها تنتج كما تنتج الناقة. وقال الشاعر:[الوافر]
متى لاقيت قومي فسأليهم ... إذا ما حربهم نتجت فصيلا