للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيجوز أن يعنى بالفصيل أمر حدث كسيدٍ يقتل, أو أمرٍ تجلى عنه الحرب. والعذارى: جمع عذراء, والأكثر عذارا بالألف, وكانت النساء تقول في المدينة على عهد النبي صلى الله عليه وقبله إذا حذرن في عرسٍ: [الرجز]

أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم

فلولا الذهب الأحمر لم نحلل بناديكم

ولولا البرة السمراء لم تسمن عذاريكم

وسكن عين الفعلات, وقد فعل ذلك مراراً وهو من الضرورات. يقول: هذا الممدوح لا يفعل مكرمةً فعلها غيره وإنما يتكرم بشيء لم يسبق إليه.

وقوله:

يبيد عداوات البغاة بلطفه ... وإن لم تبد منهم أباد الأعاديا

يبيد: أي يهلك. يريد أنه يحسن إليهم فإن بلغ ما يريد من زوال العداوة؛ وإلا فإنه يبيد العدو.

وقوله:

أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقاً ... إليه وذا الوقت الذي كنت راجيا

تاق إلى الشيء يتوق إذا حن إليه, فهذا فعل معتل. فأما قولهم: تئق بالهمز فهو من: امتلأ الشيء, ويقال: فرس تئق أي كأنه قد امتلأ بالجري. فأما قول المرئ القيس: [الطويل]

فإما تريني اليوم في رأس شاهقٍ ... فقد أغتدي أقود أجرد تائقا

فيجوز أن يكون فاعلًا من التأق وهو الامتلاء؛ كما قالوا: حاذر من الحذر. ويجوز أن يكون من تاق يتوق؛ أي كأن هذا الفرس مشتاق إلى الجري. ويجوز أن يعني الشاعر بالتائق نفسه؛ أي أقود فرساً وأنا مشتاق إلى من أحب.

<<  <   >  >>