على أنها اسم, مثل: خاتمٍ وطابقٍ؛ لأن ذلك بناء قليل, ولاسيما في المعتل, والأشبه أن تحمل على حذف اللام.
وقوله:
وما كنت ممن أدرك الملك بالمنى ... ولكن بأيام أشبن النواصيا
يقول: لست ممن أدرك الملك براحةٍ واتفاقٍ؛ وإنما تمناه فقضي له؛ وإنما بلغت ما بلغت ببأسك ونجدتك. وقد جرت عادة الناس بأن يذكروا مشيب الرأس لما يلقاه الإنسان من الشدائد, وهو كلام قديم؛ وإنما جرت العادة بأن يشيب الإنسان إذا طال عمره. والغرائز تختلف فربما تأخر الشيب عن المسن وعجل إلى الحدث, وقد ألف الناس ما تقدم ذكره من أن الأمر المستصعب يشين؛ وفي الكتاب العزيز:{فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا} , وقال بعض المحدثين:[الخفيف]
إن أمراً جنى علي مشيب الـ ... ـرأس في ليلةٍ لأمر عظيم
وقوله:
عداها تراها في البلاد مساعياً ... وأنت تراها في السماء مراقيا
المساعي: جمع مسعاةٍ وهي مفعلة من سعيت في الأمر المحمود إذا مشيت فيه, وهو اسم عام يقع على الصغير والكبير في الأصل, ثم خصوا به الأمر الذي يؤدي إلى الحمد والشرف.
قال الأفوه:[الرمل]
أيها الساعي على آثارنا ... نحن من لست بسعاءٍ معه
والهاء في تراها عائدة إلى الأيام. يقول: عداك يحسبون (٢٤٦/ب) أنك ساعٍ في الأرض وإنما مساعيك مراقٍ في السماء. وواحدة المراقي: مرقاة ومرقاة. واللغة الفصيحة: ورقيت في السلم بغير همز. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه كان يمشي الحسن أو الحسين على صدره فيقول: