للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المكتان؛ فيجوز أن يعنوا المكة أعلاها وأسفلها, ويحتمل أن يعنوا مكة والمدينة. قال نصر بن حجاج السلمي: [الطويل]

فأصبحت منفيا على غير ريبةٍ ... وقد كان لي بالمكتين مقام

وقوله:

فقد تهب الجيش الذي جاء غازياً ... لسائلك الفرد الذي جاء عافيا

أصل الغزو: القصد. يقال للرجل: ما مغزاك بهذا الكلام؛ أي ما مقصدك, ثم خص الناس بالغزو القصد للعدو. قال مالك بن الريب: [الطويل]

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ... وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

ويقال للأتان إذا بعد عهدها بالحمل: هي مغزية العقاق؛ أي كأن عقاقها غازٍ فهو غائب عنها. يقال: امرأة مغزية إذا كان زوجها في الغازين, والعافي الذي يطلب الهبة؛ وكثر ذلك حتى قيل للطير التي تسقط على الشجر: عافية.

وقوله:

وتحتقر الدنيا احتقار مجربٍ ... يرى كل ما فيها - وحاشاك - فانيا

حاشاك: كلمة تستعمل في الاستثناء, ويقع بعدها المخفوض والمنصوب, فإذا وقع بعدها منصوب فهي فعل, وإذا وقع بعدها المخفوض فكأنه على إرادة لام الخفض, فلما كثر مجيئها بعد هذا الحرف جاز أن تحذف وهي في الإرادة كما حذفوا لا في القسم في قولهم: والله أفعل. وكثر قولهم: حاش لله وحاشى لله. وإذا خفضت حاشى فهي بعيدة من أن تحمل

<<  <   >  >>