للضرورة, ولو ترك صرفه لظهر في البيت زحاف يقال له الكف, وهو مثل قول امرئ القيس:[الطويل]
ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ ... ولاسيما يوم بدارة جلجل
والعرب تختار صرف ما لا ينصرف على هذا الفن من الزحاف, كما قال الشاعر:[الطويل]
لا تعذلي في حندجٍ إن حندجاً ... وليث عفرينٍ لدي سواء
نون عفرين والمعروف ترك تنوينه. ويقال في المثل:«أشجع من ليث عفرين»؛ زعم الأصمعي أنه دويبة يتخذا الراكب ويضرب بذنبه. وزعم أبو عمرو الشيباني أنه الأسد. وقال عمرو بن قميئة:[مجزوء البسيط]
منه الصبوح التي تتركني ... ليث عفرين والمال كثير
والمعنى: أن هذا الفرس يحملك إلى الهيجاء أيها الممدوح وأنت غضبان, ويردك وقد رضيت؛ لأنك قد أدركت ما تريد من عدوك. والحندج: كثيب من الرمل صغير.
وقوله:
ومخترطٍ ماضٍ يطيعك آمراً ... ويعصي إن استثنيت أو صرت ناهيا
ومخترطٍ: يعني سيفاً. يقال: اخترط من غمده إذا سله. واستعار للسيف طاعةً وعصياناً, وإنما يريد أن يصفه بالمضاء, ونصب آمراً على الحال؛ أي هذا السيف إذا ضربت به كنت كالآمر له بالقطع, فإن أردتأن تستثني أو تنهاه عن المضاء فهو عاصٍ لك؛ أي يسبقك إلى ما أردته منه.