وأسمر ذي عشرين ترضاه وارداً ... ويرضاك في إيراده الخيل ساقيا
يعني بأسمر ذي عشرين رمحاً طوله عشرون ذراعاً. وذو عشرين يدل على معنى المالك والصاحب والرفيق ونحو ذلك. يقال: فلان ذو مال؛ أي صاحبه, وفلان ذو زيدٍ؛ أي رفيقه. وعلى ذلك (٢٤٧/أ) قالوا: ذو رعينٍ, ذو جدنٍ, وذو يزنٍ. ولا يضاف ذو إلى مضمرٍ, وهو كناية عن شيءٍ كرهوا أن يضيفوا كنايةً إلى كنايةٍ.
وقوله:
كتائب ما انفكت تجوس عمائراً ... من الأرض قد جاست إليها فيافيا
يقال: جاس البلاد إذا تخللها, وفي الكتاب العزيز:{فجاسوا خلال الديار} , فإن كان هذا البلد المعروف بـ «جوسية» عربياً فهو فعلية من الجوس؛ وإلا فهو أعجمي وافق لفظه هذا اللفظ. والعمائر: جمع عمارةٍ, وهي الأرض المسكونة. والفيافي: المواضع الخالية.
وقوله:
غزوت بها دور الملوك فباشرت ... سنابكها هاماتهم والمغانيا
باشرت من المباشرة. وبشرة الإنسان: ظاهر جلده؛ يقال: باشر فلان غيره إذا ألصق بشرته ببشرته, واستعار المباشرة للسنابك وليس ذلك معروفاً فيها. والمغاني: جمع مغنى, وهو محل القوم ومسكنهم. يقال: غني القوم في المكان إذا أقاموا فيه؛ وكأنهم مع ذلك يوصفون بأنهم أغنياء. قال الأسود بن يعفر:[الكامل]
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشةٍ ... في عز ملكٍ ثابت الأطواد
وقوله:
وأنت الذي تغشى الأسنة أولاً ... وتأنف أن تغشى الأسنة ثانيا