للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا الهند سوت بين سيفي كريهةٍ ... فسيفك في كف تزيل التساويا

ساوت بالألف أشبه من سوت؛ لأنه جاء في القافية بالتساوي, فدل ذلك على ساوت, ولو جاء به على سوت لكان المصدر التسوي, وقد يستعمل الفعل على فاعلت وفعلت كقولك: عاليت الرجل وعليته, وباعدت الرجل وبعدته. يقول إذا ساوت الهند بين السيفين في المضاء فكفك تزيل التساوي؛ لأنك إذا ضربت بأحد السيفين جعلته أقطع من الآخر. ويحتمل البيت معنى آخر, وهو أن كفك كأنها سيف؛ فإذا ضربت بالسيف علم أن فضيلتها في المضاء أعظم من فضيلة السيف المضروب به.

وقوله:

ومن قول سامٍ لو رآك لنسله ... فدى ابن أخي نسلي ونفسي وماليا

صار نسب الناس إلى ثلاثة من أولاد نوحٍ, فالعرب والعبريون, وغيرهم ممن شاء الله, منتسبون إلى سام بن نوحٍ, والسودان كلهم ينتسبون إلى حام بن نوحٍ, والأتراك وعالم كثير ينتسبون إلى يافث بن نوح. والمعنى أن سام بن نوح لو رأى هذا الممدوح وفضله لآثر أن يفديه بالنفس والأهل والمال. وإنما يعني بأخيه: حاماً لأنه والد السودان كلهم, والممدوح من ولده.

وقوله:

مدى بلغ الأستاذ أقصاه ربه ... ونفس له لم ترض إلا التناهيا

الأستاذ: كلمة ليست بالعربية ووزنها أفعال, وقد قالوا في الكلام القديم: الأساتيذ في جمع أستاذٍ, ويقولون للصانع إذا كان حاذقًا بعمل الشيء: هو أستاذ فيه, ويقول المتعلم للصناعة لمعلمه: يا أستاذ, وصار الناس يكنون عن الخادم الخصي بالأستاذ؛ وذلك اصطلاح منهم وليس له أصل في العربية.

وقوله:

دعته فلباها إلى المجد والعلى ... وقد خالف الناس النفوس الدواعيا

دعته: يعني النفس, والهاء عائدة إلى الممدوح. وأصل الدعاء أن ينادي الإنسان بالآخر فيقول: يا فلان, ثم استعملوا ذلك في غير الصوت فقالوا: دعت الضيف النار إلى رأى

<<  <   >  >>