فأما الخفيف فخبن فيه وشعث. والتشعيث: سقوط حرف متحرك من جزء الضرب. قال: ما لنا كلنا جوٍ يا رسول
ففي قوله: كلنا خبن, وقوله: متبول فيه تشعيث؛ وذلك موجود في الشعر الجاهلي والإسلامي.
وأما المجتث فجاء فيه يخبن السباعي, وإذا روي: وأمه الطرطبه بسكون الراء (٢٤٩/أ) ففي البيت تشعيث ولم يذكره الخليل في المجتث وقد كثر في أشعار المحدثين.
وإن حركت الراء في الطرطبة فالجزء مخبون غير مشعثٍ. وليس ضم الراء بأبعد من قولهم: سلطان بضم اللام في سلطان. وحكي أن عيسى بن عمر قرأ:{حتى يأتينا بقربانٍ تأكله النار} بضم الراء.
وأما المتقارب فإن أبا الطيب قبض فيه قبضاً غير منكرٍ وحذف حذفاً ليس بقبيح؛ كقوله:
تفانى الرجال على حبها ... وما يحصلون على طائل
فقوله: الرجال فيه قبض, وقوله: حبها فيه حذف.
واستعمل أبو الطيب القوافي الأربع التي تردد ذكرها وهي: المتراكب, والمتدارك, والمتواتر, والمترادف, ولم يستعمل المتكاوس, وهي أربعة حروف متحركة بعدها ساكن, واستعمالها يثقل لأنها لا تكون إلا بزحاف.