للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

فحييت خير ابنٍ لخير أبٍ بها ... لأشرف بيت في لؤي بن غالب

حييت: فعلت من التحية, ويجب أن يكون أصل التحية البقاء, كأنهم يقولون: حييت الرجل؛ إذا دعوت له بالحياة, ثم سلموا الملك تحيةً؛ لأن الملك يدعى له بأن يعمر, وسموا الوجه محيًا؛ لأنه يلقى بالكلام الجميل, ثم سموا ما طابت رائحته من الأشياء إذا لاقوا به الرجل تحيةً, وكذلك السلام.

ويجب أن يكون الشاعر أراد بالتحية هاهنا ما كان طيب الرائحة من الزهر, وغيره؛ أي: هذه القصيدة أرجة ذكية.

ولؤي بن غالب يهمز ولا يهمز, فإذا همز احتمل وجهين: أحدهما أن يكون تصغير لأى, وهو الثور الوحشي, وأن يكون تصغير لأي, وهو البطء. وإذا لم يهمز احتمل وجوهًا؛ منها: أن يكون من الوجهين اللذين مضيا, وتجعل الهمزة واواً؛ لأنها مفتوحة وقبلها ضمة. ويجوز إذا لم يهمز أن يكون تصغير لوى الرمل ولواء الجيش, واللوى من قولهم: فرس ألوى؛ إذا كان في ظهره التواء. واللوى من قولهم: خصم ألوى؛ إذا كان شديد الخصومة. واللوى إذا أريد به الوجع الذي في البطن. ويجوز أن يكون تصغير لي من قولهم: لويته ليا, ويجوز في تصغير لي وجهان: لوي وليي, وأن يكون ترخيم التصغير من قولهم: ألوى إذا كان شديد الخصومة.

<<  <   >  >>