للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفراء من بقر الجواء كأنما ... أثر الحياء بها رداع سقيم

وقوله: لا تجزني, مجزوم بالدعاء؛ لأنه ينجزم كانجزام النهي, والمعنى أنه: بكى عند الفرقة وبكين فجزين دمعه بدم, فدعا لهن أن لا يجزينه بضناه ضنًى مثله, كما جزينه بالدمع؛ أي: لا أريدهن يضنين بعدي.

وقوله:

كم زورةٍ لك في الأعراب خافيةٍ ... أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب

يريد أنه يزور بعض الناس, فيكون ذلك أشق على القوم من زوره الذئب؛ لأن الذئب إنما يأخذ شاةً أو نحوها, وهذا الزائر يقدم على أمرٍ عظيمٍ. والذئب يكنى به عن الرجل الخبيث المتلصص, قال الشاعر: [الطويل]

أتضرب ليلى أن ألم بأرضها ... وما ذنب ليلى أن طوى الأرض ذيبها

وقوله:

قد وافقوا الوحش في سكنى مراتعها ... وخالفوها بتقويضٍ وتطنيب

التقويض: من قولهم: قوضت الخباء؛ إذا هدمته, والتطنيب: من قولهم: طنبت البيت والخباء؛ إذا مددت أطنابه, ويقال لعروق الشجرة الضاربة في الأرض أطناب.

وقوله:

جيرانها وهم شر الجوار لها ... وصحبها وهم شر الأصاحيب

قوله: وهم شر الجوار لها؛ أي: شر أصحاب الجوار؛ لأنه لا يقال قوم جوار إلا على حذفٍ, أو يكون أراد: وجوارهم شر الجوار.

<<  <   >  >>