وأصاحيب: جمع جمعٍ, كأنهم قالوا: صاحب وصحب, مثل: راكبٍ وركبٍ, ثم جمعوا صحبًا على أصحاب, ثم جمعوا أصحابًا على أصاحيب, فهذا جمع ثالث, وقالوا: أصاحب في معنى أصاحيب, قال الشاعر: [الطويل]
فإني رأيت الموت أجمل بالفتى ... إذا ضن عنه بالنوال أصاحبه
وقوله:
فؤاد كل محب في بيوتهم ... ومال كل أخيذ المال محروب
يقول: في بيوت هذه البادية قلوب المحبين, وأموال من حرب من المسافرين؛ أي: أخذت حريبته. وحريبة الرجل: المال الذي إذا أخذ منه حرب, يقال: أحربت الرجل إذا دللته على مالٍ يأخذه فتصير له حريبة. أو يكون قولهم: أحربته؛ أي: دللته على حريبة غيره ليأخذها.
ويقال: رجل حريب, وقوم حربى, مثل: جريح وجرحى, قال الأعشى: [الخفيف]
وشيوخٍ حربى بشطي أريكٍ ... ونساءٍ كأنهن السعالي
وقوله:
ما أوجه الحضر المستحسنات به ... كأوجه البدويات الرعابيب
جعل الحضر هاهنا اسمًا للموضع الذي يحضر, وقد يجوز أن يقع الحضر على أهل الموضع.
والبدويات: جمع بدويةٍ, وكأنه على غير قياس؛ لأنهم يقولون: البدو, فكان يجب أن يقال: امرأة بدوية, ولكنه جاء على غير قياس. والنسب تجيء فيه أشياء على هذا النحو: من ذلك قولهم: قوس رضوية منسوبة إلى رضوى (٢٤/أ) , والقياس رضوية, بسكون الضاد.