الترك عظيمةً يرون رأيه, وأن أهل الصين على مذهبه, وأن لأصحابه كتبًا ومناظراتٍ, ويزعمون أنهم يقولون باثنين: رب يفعل الخير لا غير, وهو في بعض الألسنة الذي يسمى يزدان, وضده يفعل الشر, ويسمونه أهرمز, ويذكر عنهم أنهم يقولون: إن الخير من النهار, والشر من الليل.
وقوله:
له فضلة في جسمه عن إهابه ... تجيء على صدرٍ رحيبٍ وتذهب
يحمد من الفرس أن يكون جلد صدره واسعًا. والإهاب: الجلد, يقال في جمعه: أهب وأهب وأهب على غير قياس, وقالوا في الجمع القليل: آهبة.
فأما قولهم في الرجل: أهبان, فيجوز أن يكون جمع إهابٍ؛ لأن فعالًا يشارك فعيلًا وفعالًا في أنه يجمع على فعلانٍ, ولم يصرفوا الفعل من الإهاب, لم يقولوا: أهب يأهب.
وقوله:
ألا ليت شعرى هل أقول قصيدةً ... فلا اشتكي فيها ولا أتعتب
(٢٦/أ) القصيدة يحتمل أن تكون من قولهم: قصد الشيء يقصده؛ إذا اعتمده, كأن الشاعر يقصدها بالإنشاء, ويجوز أن تكون فعيلةً في معنى فاعلةٍ, كما يقال: عليمة في معنى عالمةٍ كأنها تقصد الممدوح أو المهجو أو من قيلت فيه على سبيل الغزل أو سواه, ويحتمل أن تكون القصيدة من قولهم: قصدت العود من الشجرة؛ إذا قطعته منها, كأن