للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشاعر يقطعها من كلامه أو من خاطره, ويجوز أن تكون مأخوذةً من القصيد, وهو مخ السمين؛ أي: كأنها سمينة, والسمن محمود. وأجاز بعض العلماء المتقدمين أن تسمى الأبيات الثلاثة قصيدة, والغالب على كلامهم أن تكون القصيدة أبياتًا كثيرةً, قال المسيب ابن علس: [الكامل]

فلأرسلن مع الرياح قصيدةً ... مني مغلغلةً إلى القعقاع

وقصيدته هذه تقارب الثلاثين بيتًا, وقال عدي بن الرقاع: [الكامل]

وقصيدةٍ قد بت أجمع شملها ... حتى أقوم ميلها وسنادها

فهذا يدل على أنهم لا يسمون قصيدةً إلا ما كان كثيرًا من الأبيات. وحكي سعيد بن مسعدة أنه سمع بعض العرب يقول: الشعر ثلاثة: القصيد والرجز والرمل, فالقصيد ما كان طويل الوزن, والرجز هو الذي يجيء كأنصاف الأبيات, والرمل زعم سعيد بن مسعدة في حكايته أنه كل شعرٍ مهزولٍ غير مؤلف الأجزاء ومثله بقول عبيدٍ: [مخلع البسيط]

أقفر من أهله ملحوب ... فالقطبيات فالذنوب

<<  <   >  >>