ويقال لما رمي: رمية, ولما ذبح: ذبيحة, كأنهم أرادوا أن يفرقوا بين النعت وغيره؛ كأنهم يقولون: هذه شاة رمي بغير هاء؛ أي: مرمية, فإذا حذفوا الشاة وما يجري مجراها قالوا: رمية, وكذلك: ناقة عقير؛ أي: معقورة, فإذا حذفوا الناقة قالوا: هذه عقيرة بني فلانٍ.
ويقولون للسيد إذا قتل: لم نر مثله عقيرةً, كأنهم أقاموا مقام ما يعقر, وقيل: إنما أدخلت الهاء في الرمية والعقيرة على سبيل المبالغة, كأنهم يقولون: رمي لما رمي رميةً واحدة, فإذا كثر الرمي لها قيل: رمية, وقال عنترة: [الطويل]
فلله عينا من رأى مثل مالكٍ ... عقيرة قومٍ أن جرى فرسان
ويروى: الزجاج. فمن روى الرخاخ فهو جمع رخ, وهو الذي يستعمل في الشطرنج, كأنه ادعى أنه لا يشغل نفسه بذلك. وحدث أبو إبراهيم العلوي - رحمه الله - أنه كان يلعب مع أبي الطيب في مصر بالشطرنج, وأنه رأى أظفاره طوالًا, فأنكر عليه ذلك, فقال أبو الطيب: أنا رجل أمارس السلاح أو نحو ذلك. وإذا رويت: الزجاج, فالمعنى أنه لا يشرب الخمر, ولا ريب أنه كان يستعمل الشراب المسكر.
وقوله:
نصرفه للطعن فوق حواذرٍ ... قد انقصفت فيهن منه كعاب
حواذر: جمع حاذرةٍ, وإذا كان حاذر لغير الإنس جاز أن يجمع على حواذر, ومعنى حذرٍ وحاذرٍ متقاربان, وأكثر ما يقال حذر, وقرأ بعض القراء: {وإنا لجميع حاذرون} , فقيل: هو في معنى حذرين. وقيل: الحاذرون المعدون للحرب, وهذا يشبه قول من يقول: فلان ميت؛ أي: قد مات, ومائت من بعد, فكأن الحذر الذي فيه الحذر مستقر, والحاذر