الذي ينتظر أمرًا يحذر منه, فقد أخذ له أهبته, وأنشد أبو زيد: [الطويل]
إذا أنت عاديت الرجال فلا تزل ... على حذرٍ لا خير في غير حاذر
يصف هذه الخيل بأنها مجربة قد طعنت بالرماح, فهي تحذرها؛ لأنها قد بليت بطعنها مرارًا.
وقوله:
أعز مكانٍ في الدنا سرج سابحٍ ... وخير جليسٍ في الزمان كتاب
الدنا: جمع دنيا, وهو مستمر في الفعلى, التي هي أنثى الأفعل, مثل صغرى أنثى الأصغر, يقال في جمعها: الصغر, وفي جمع الكبرى: الكبر, وقل ما يوجد في الشعر الدنيا مجموعة, وإنما جاء بها أبو الطيب قياسًا, ولعله سمعها في بعض الأشعار, وإذا بنوا الفعلى التي ذكرها الأفعل, وكانت من ذوات الواو, نقلوها إلى الياء, فقالوا الدنيا, وهي من (دنا يدنو) , والعليا, وهي من (علا يعلو) , وإنما فعلوا ذلك لأنهم إذا ثنوا الأعلى والأدنى قالوا: الأعليان والأدنيان, فيجعلون الواو ياءً لوقوعها رابعةً, كما فعلوا ذلك في يغرى إذا قالوا: يغريان.
وقوله: (٢٨/أ)
وبحر أبو المسك الخضم الذي له ... على كل بحرٍ زخرة وعباب
قوله: وبحر, عطف على قوله: كتاب؛ أي: الكتاب وهذا الممدوح خير الجلساء, وأبو المسك بدل من بحرٍ.
والناس يقولون وبحر بالرفع, ولو خفض البحر, وجعل عطفًا على جليسٍ, لكان ذلك أبلغ في المدح.
والخضم: الكثير العطاء, ويقال: بحر خضم؛ أي: كثير الماء, وهو من قولهم: