خضمت الشيء؛ إذا أكلته بكل فيك. وقيل: هو أكل الشيء الرطب؛ أي: أن هذا البحر يتسع عطاؤه كما يتسع الآكل في مطعمه. وزخر البحر وعب في معنى واحد. وجاء بالزخرة والعباب لاختلاف اللفظين, وكل شيء وصف بكثرة وزيادة تستعظم يجوز أن يقال في صفته: عب.
قالت دختنوس بنة لقيطٍ:[الطويل]
فلو شهد الزيدان زيد بن مالكٍ ... وزيد مناةٍ حين عب عبابها
وقوله:
وغالبه الأعداء ثم عنوا له ... كما غالبت بيض السيوف رقاب
عنوا له؛ أي: ذلوا, ومنه قولهم: فتح البلد عنوةً؛ أي: بغلبةٍ لأهله وإذلالٍ.
يقول: حاربته الأعداء فغلبها, وكانت مغالبتهم له كمغالبة الرقاب بيض السيوف؛ لأن السيف يقطع العنق, وهي لا تحدث فيه أمرًا يغيره عن حاله. فإن اتفق له أن ينفل أو ينقطع فإنما ينسب ذلك إلى فعل الضارب. وقوله: رقاب: بغير ألف ولام مثل قوله في أول القصيدة: شباب, وهو من مواضع دخول التعريف.
وقوله:
أيا أسدًا في جسمه روح ضيغمٍ ... وكم أسدٍ أرواحهن كلاب