أراد أن يقول: في جسمه روح أسدٍ, فلم يستقم له الوزن فأقام الضيغم مقام الأسد.
والضيغم من قولهم: ضغمه إذا عضه بفمه كله. ويقال في جمع أسدٍ: أسود, ثم تحذف الواو, فإذا حذفت كان أكثر الاستعمال تسكين السين, وضمها جائز.
وكل اسم على فعلٍ ساكن الأوسط فجائز فيه التسكين والتحريك, ولا يحسب ذلك من الضرورات, إلا أن العادة تغلب على بعض الكلام فيكثر فيه التحريك أو السكون, كقولهم: صبح وملك, أكثر ما يستعمل بالتسكين, والضم فيه جائز, وقرأ عيسي بن عمر:{تبارك الذي بيده الملك} , و {إن موعدهم الصبح} , ومما غلب عليه التحريك: الثلث والسدس ونحوهما. واجترؤوا على حذف الواو من الأسود؛ لأنها حرف لين زائد, كما قالوا في جمع نمورٍ: نمر, وحذف رؤبة الواو من الحلوق حذف ضرورةٍ فقال:
حتى إذا بلت غلاصيم الحلق
فإذا كان الاسم الذي على فعلٍ جمعًا, مثل: صفر في جمع أصفر وصفراء, فالسكون وجه الكلام, ولا يستعمل الضم إلا في ضرورةٍ, كما قال الأعشى:[البسيط]
نحن الفوارس يوم العين ضاحيةً ... جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل