زهزق: خفيف طائش العقل, قال الراجز: [الرجز]
لما رآني قد أتيت طحربا ... وفر مني فرقًا وطرطبا
ويجوز أن يكون طرطب في هذا الموضع كنايةً عن صوتٍ يخرج من البطن, والمعروف من كلامهم طرطبة, بسكون الراء. وفي حديث علي عليه السلام «أنه تزوج امرأة فسئل عنها قال: فوجدتها ضبعًا طرطبه». وإذا سكنت الراء في هذا البيت لحق الوزن شيء لا بأس به, إلا أن تسكينها يجعل بين النصفين فرقًا في الغريزة. وأصحاب الخليل ينكرون ذلك, وهو عند غيرهم جائز بلا امتراء. ويجوز أن يكون أبو الطيب قاله بتسكين الراء, وذلك أشبه به, وتحريكها أوزن, إلا أنهم يجيزون ضم الساكن الذي في فعل الثلاثي, فإذا كان أول الكلمة مضمومًا, وثانيها ساكنًا, وجاء صدرها على فعل, بفتح اللام, أو فعل, بضمها, لم يستعلموا فيها ما استعملوه في شغلٍ وصبحٍ, وآثروا الإسكان. وقد حكى سيبويه حرفًا شاذًا, وهو قولهم: السلطان, بضم اللام.
وروي أن عيسى بن عمر قرأ: {حتى يأتينا بقربانٍ تأكله النار}.
فأما مثل طرطبة فلم يأت فيه تحريك الثاني, وليس بأبعد من غيره إن جاء.
وقوله:
رمواة برأس أخيه ... وناكوا الام غلبه
غلبة كالمصدر لغلبت, يقال: غلبته غلبًا وغلبًا وغلبةً وغلبةً.