الشعراء تشبه حمولة القوم بالشجر وبالسفين, وأكثر ما يشبهونها بالنخيل, وقد شبهها امرؤ القيس بالدوم, وإنما يجعلونها كالسفين والنخيل إذا رفعها الآل. قال:[الطويل]
فشبهتهم بالآل لما زهاهم ... عصائب دومٍ أو سفينًا مقيرا
أو المكرعات من نخيل ابن يامنٍ ... دوين الصفا اللائي يلين المشقرا
وقال النابغة:[الطويل]
فشبهتها في الصبح نخل ابن يامنٍ ... فلما طغت في الآل قلت سفائن
وقوله:
لا سرت من إبلٍ لو اني فوقها ... لمحت حرارة مدمعي سماتها
دعا بأن لا تسير الإبل خشيةً من أن يبعد من عليها. والسمات: جمع سمةٍ, وادعى أنه لو ركبها لمحت حرارة الماء الذي يسيل من مدمعيه وسومها الثابتة على ممر الأيام, وهذه نهاية في المبالغة؛ لأن الوسم لا يزول من البعير حتى يموت.
وقوله:
وحملت ما حملت من هذي المها ... وحملت ما حملت من حسراتها
يقول: لو أني فوقك يا إبل راكبًا لحملت اللواتي عليك من النساء المشبهات بالمها, وكان ذلك هينًا علي, وحملت ما حملت من حسراتها؛ أي: كنت أتولى حملها دونك فتلحقك لذلك حسرات فتحملين ما أنا حامل من الحسرات الموجبتها هذه المتحملات, وأضاف الحسرات إلى النساء؛ لأنها تكون من أجلهن.
والعرب تتسع في الإضافة فتضيف الشيء إلى ما بعد منه, مثل أن ترى رجلًا قد قتل