وينشدونه بالخفض على إضافة سراويل إليه ينصرون بذلك قول سيبويه, ولا ريب أن قول ابن مسعدة في هذا أقوى.
وقوله:
وترى المروة والفتوة والأبو ... ة في كل مليحةٍ ضراتها
أصل المروة الهمز, ويجب أن يكون أبو الطيب خفف الهمزة ليضاهي بها الأبوة والفتوة. والمروة في الاشتقاق من قولهم: هذا امرؤ صالح, كأنهم يقولون: في فلان مروءة؛ أي: هو امرؤ محمود, كما يقولون: فيه إنسانية. وقد علم أن كل من ولده آدم لا يخلو من شبه بالإنس يحكم له بالإنسانية, ولكن هذا اللفظ حمل على الحذف, كما أنهم يقولون: فلان من أهل بيتٍ, يريدون بيتًا له شرف وكرم. وكل أحدٍ لا بد أن يأوي إلى بيتٍ أو إلى ما يقوم مقامه من الكن.
والضرة: التي يتزوجها الرجل بعد المرأة الأولى, ثم يقال لكل واحدةٍ منهما: ضروة, ويقال: تزوجت المرأة على ضر وضر, وامرأة مضر؛ أي لها ضرات. قال ابن أحمر:
كمرآة المضر غدت عليها ... إذا رامقعت فيها الطرف جالا
وقالوا في الجمع: ضرائر, وكأنه جمع ضريرةٍ؛ لأن الضرة والضريرة أخذتا من الضر, قال كثير:[الطويل]