وقيل: إن المجول هاهنا الغدير؛ لأنه يجول في الريح. وقيل: المجول في البيت الفضة, فإن صح ذلك (٣٤/أ) فإنما يراد أنها تجول في البلاد؛ أي: تسير, كما قالوا في صفة الدرهم: أبيض قرقوف في كل أرضٍ يطوف:
وقوله:
تكبو وارءك يابن أحمد قرح ... ليست قوائمهن من آلاتها
تكبو: تعثر, والقرح: جمع قارحٍ, وهو من ذوات الحافر الذي قد نبت قارحه. والهاء في آلاتها راجعة على وراء؛ لأنها مؤنثةً, وكذلك قدام وأمام.
وقوله:
رعد الفوارس منك في أبدانها ... أجرى من العسلان في قنواتها
الرعد: جمع رعدة, وهو اضطراب الجسد من الفرق والبرد, يقال: أرعد فهو مرعد, فهذه اللغة الفصيحة. وقد قالوا: رعد فهو مرعود. وقد مر ذكر العسلان. ومن الرعدة قيل للجبان: رعديد.
وإذا قيل للنساء رعاديد فإنما يراد أنهن كاللواتي يرعدن من نعمتهن؛ أي: تضطرب أجسامهن. ورعد السحاب من هذا مأخوذ؛ لأنه اضطراب في السحاب وحركة, وقد وصفوا الفالوذ بالرعديد, وإنما ذلك للينه ونعمته وأنه يضطرب في اليد.
وقوله:
لا خلق أسمح منك إلا عارف ... بك رآء نفسك لم يقل لك هاتها
يقال: رآء, وهو مقلوب عن رأى, قال الشاعر: [الوافر]
عليل رآء رؤيا فهو يهذي ... بما قد رأء منها في المنام
وهات: كلمة تستعمل في الأمر, وهي على فاعل في الماضي, يقال: هاتى يهاتي فهو مهات, والمصدر المهاتاة مثل مواتاةٍ, فيقال للرجل: هات, كما يقال له: غاد؛ إذا أمر من غاديت, ولاثنين: هاتيا, مثل غاديا, وللجميع: هاتوا, وللمرأة: هاتي بإثبات الياء, قال طرفة: [الطويل]