للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهدت ودعوانا أميمة أننا ... بنو الحرب نصلاها إذا شب نورها

على مهرةٍ جرداء كبداء ضامرٍ ... أمينٍ شظاها مطمئن نسورها

جمع نارٍ, وربما استعملوا المهر في ولد حمار الوحش, قال عدي بن زيدٍ, وذكر الحمار:

في مصاب الغاديات له ... لقح لم تفل أمهارا

وقال الأخطل وذكر الحمار والأتن:

موكل بتواليهن لا ضرع ... مهر ولا ثلب أفناه تعويد

وجعل الممدوح لو ركض في سطور كتابةٍ أحصى بحافر مهر الميمات, وهذا من مبالغة الشعراء التي تستحسن, وهي مستحيلة لا يمكن أن تكون. ويقال: إنه خص الميمات لأن الحافر يشبه بالميم, ولأن حافر المهر لم يعظم فيشبهه بغيرها من الحروف.

وقوله:

يضع السنان بحيث شاء مجاولًا ... حتى من الآذان في أخراتها

الأخرات: جمع خرتٍ, وهو ثقب الأذن, ويقال: خرت بالفتح. والآذان: جمع لم ينطق بغيره للأذن, فهو جارٍ مجرى عنق وأعناق, ولم يجمعوه على غير هذا المثال.

والمجاول: الذي يجول مع عدوه, يقال: جاوله مجاولةً, وإنما أخذ هذا الفعل من الجال والجول, وهو جانب البئر والقبر ونحوهما, فيقال: جال الفرس؛ إذا أخذ ف يجانبٍ, وجاول الفارس الآخر؛ إذا أخذ كل واحدٍ منهما في جانب صاحبه, وقيل لثوب يخاط أحد جانبيه: مجول, وهو من لباس الفتيات والشواب؛ كأنه يخاط أحد جانبيه, وهو جاله. وقيل: إنما سمي بذلك لأن اللابسة له تجول فيه, قال الشاعر: [الكامل]

وعلي سابغة كأن قتيرها ... حدق الجنادب لونها كالمجول

<<  <   >  >>