للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسقط. وقال في أنف اللئام فوحد, وهذا كما قال الراجز:

إن تقتلوا اليوم فقد سبينا

في حلقكم عظم وقد شجينا

يريد بقوله: سبين, النساء؛ لأنه زعم أنهم قتلوا منهم, فسبوا نساءهم جزاءً على ذلك, ولا يحتمل أن تكون الألف في سبينا يريد بها أنفسهم, وإنما هي للإطلاق, وهذا على رواية من روى: إن تقتلوا منا. ومن روى إن تقتلوا اليوم فالنون للمذكرين المتكلمين.

وقوله:

وعلى التراب من الدماء مجاسد ... وعلى السماء من العجاج مسوح

المجاسد: ثياب مصبوغة بالجساد, وهو الزعفران, ويقال له أيضًا: الجسد, والجسد, وواحد المجاسد مجسد ومجسد, وهما سواء في قول بعضهم. قال قوم: المجسد: المصبوغ بالجساد, والمجسد: بكسر الميم, هو الثوب الذي يلي الجسد, قال الشاعر:

كأن ذات العرش لما بدت ... خريدة بيضاء في مجسد

يعني بذات العرش الثريا.

والمسوح: جمع مسحٍ, وقد جرت عادته أن يكون أسود؛ لأنه يتخذ من الشعر, يقال في الجمع القليل: أمساح, وفي الكثير: مسوح, قال الشاعر:

صبغ الهواجر لونها فكأنما ... تجتاب فوق جلودها الأمساحا

<<  <   >  >>