للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وما تنكر الدهماء من رسم منزلٍ ... سقتها ضريب الشول فيها الولائد

الضريب: لبن إبلٍ يحلب بعضه على بعض, قال ابن أحمر: [الطويل]

وما كنت أخشى أن تكون منيتي ... ضريب جلاد الشول خمطًا وصافيا

والشول: الإبل التي قلت ألبانها, وذلك إذا مرت عليها بعد النتاج سبعة أشهر أو ثمانية, وجعلها تسقى ضريب الشول؛ لأن الإبل إذا شالت قل اللبن, وإذا سقوه الفرس دل ذلك على كرمها عندهم. والولائد: جمع وليدة, وهي الأمة الشابة, ويقال للغلام المسعبد وليد ما دام شابًا مقتبلًا, إلا أن الوليد من الأحرار يشركه في هذا الاسم, ولا يقال وليدة للحرة.

وقوله:

وتسعدني في غمرةٍ بعد غمرةٍ ... سبوح لها منها عليها شواهد

يريد أن هذه الفرس في خلقها أشياء تشهد بأنها من كرائم الخيل, مثل: قصر الظهر, وطول العنق, وانضمام الأذن, ونحو ذلك مما يحمد في خلق الخيل. والسبوح التي كأنها تسبح لشدة جريها, وإنما يشبهون أيدي الخيل بأيدي الرجال الذين يسبحون؛ لأنهم يسرعون نقلها في الماء. ومن ذلك قول النعمان بن بشيرٍ: [البسيط]

واليد سابحة والرجل ضارحة ... والعين قادحة والبطن مقبوب

<<  <   >  >>