جعل ضربه التيه بهذه النجائب كضرب المقامر, إما له وإما عليه, وهو نحو من قوله:[الوافر]
وأيا شئت يا طرقي فكوني ... أذاةً أو نجاةً أو هلاكا
وقوله:[المتقارب]
إذا فزعت قدمتها الجياد ... وبيض السيوف وسمر القنا
جعل النجب تفزع, وإنما يفزع ركبانها, وقدمتها؛ أي: كانت قدامها, والخيل تكون مجنوبة إلى الإبل, فإذا أرادوا الغارة أو لقيهم عدو ركبوا الخيل, فكانت هي المتقدّمة, ومن ذلك قول الحطيئة:[البسيط]
مستحقبات رواياها جحافلها ... يسمو بها أشعري طرفه سام
يريد أنهم إذا فزعوا ركبوا الخيل, وسلوا السيوف, وأشرعوا الرماح.