اتفق له في هذين البيتين ما لم يتفق لغيره من تشبيه الممدوح بأبيه وتشبيه أبيه بجده ثم كذلك حتى استوفى سبعةً في النسب وعشرةً في المقابلة. وحمدون اسم لم تتسم به العرب في القديم وقلما بنوا اسمًا على فعلونٍ. وقد ذهب قوم إلى أن وزن زيتونٍ فعلون, وقد ذكر فيما أغفله سيبويه من الأبنية, وكان الزجاج يذهب إلى أنه جمع سلامةٍ لزيت, ومثل هذا يبعد.
والأعاجم يقربون الألف من الواو, والواو من الألف, فيقولون حمدان فيشيرون بالألف إلى الواو, وقد حكي عن العرب نحو من ذلك في الصلاة والحياة والزكاة, فيجوز أن يكون حمدون مما فعل به ذلك, ومثله علون كأنهم نحوا بألف علان إلى الواو, فلما سمعتها العرب في الإسلام جعلتها واوًا خالصة فقالوا علون؛ وهذا يقوي ترك الصرف في حمدون وما كان مثله. وحذف التنوين من حارثٍ, وحذفه في الشعر جائز. وكان محمد بن يزيد ينكر جوازه, ويغير أبياتًا أنشدها النحويون, منها قول عبيد الله بن قيس الرقيات:[مجزوء الوافر]