للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقبح ما يكون حذف التنوين في الخفض؛ لأنه إذا حذف في الرفع والنصب شبه بما لا ينصرف, وإذا حذف في الخفض لم يكن له شيء يشبهه فيما يمتنع عن الصرف؛ لأنما لا ينصرف لا ينخفض إلا أن يضاف أو تدخل عليه الألف واللام. وكان الكوفيون يرون في مثل البيت المنسوب إلى تأبط شرًا: [الكامل]

قالت أميمة ما لثابت شاحبًا ... عاري الأشاجع ناحلًا كالمنصل

أن تفتح التاء في ثابت, وكذلك الراء من دوسر في قول الآخر: [الطويل]

وقائلةٍ ما بال دوسر بعدنا ... صحا قلبه عن آل ليلى وعن هند

ويقال: إن مذهب البصريين كسر الراء في دوسر, والتاء في ثابتٍ.

وقوله:

وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد

أشار بذاك إلى الحب الذي دل عليه بقوله: أحبك, وكذلك يفعلون في كثير من الكلام فيقولون: أعطيت فلانًا دراهم؛ وذاك لأنه فقير, يشيرون بذاك إلى الإعطاء, ويقولون عيش بارد إذا وصفوه بالخفض والطيب, وإنما فعلوا ذلك لأن الغالب على بلاد العرب شدة الحر, فكانوا يرون للمكان البارد فضيلة, قال الشاعر: [الطويل]

خليلي بالبوباة عوجا ولا أرى ... بها منزلًا إلا جديب المقيد

نذق بردها من بعد ما لعبت بنا ... تهامة في حمامها المتوقد

<<  <   >  >>