فما وجد أعرابيةٍ قذفت بها ... صروف النوى من حيث لم تك ظنت
إذا ذكرت ريح العضاه وطيبه ... وبرد الحصى من أرض نجدٍ أرنت
وقد يكون البارد في معنى الساكن: فأما أبو الطيب فلم يرد إلا وصف الممدوح بالفضل, فيجوز أن يحمل على أن العيش عنده بارد؛ أي: طيب؛ إلا أنه لا يحبه لأجل ذلك. ويمكن أن يكون نفى عنه العيش البارد؛ لأنه صاحب حربٍ وغزوٍ. وجاء في الحديث:«الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»؛ أي: لا يكون فيها حر ولا عطش, وهو نحو من قولهم:«عيش بارد». وكانت العرب في الجاهلية تقول: غنيمة باردة؛ أي: لا يحتاج فيها إلى قتال ولا سفك دم. فهذا يجوز أن يكون من السكون أو من الحرب تشبه بالنار, وتوصف بأنها تتقد فيراد أنها لا حرراة فيها.