رأيت عرابة اللوسي يسمو ... إلى الغايات منقطع القرين
وقوله:
وأن يكذب الإرجاف عنه بضده ... ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
يكذب: أي يجعله كذبًا, والإرجاف: من قولهم: أرجف العامة؛ إذا أفاضوا الحديث المؤدى عن حادثةٍ كانت أو تكون, وهو مأخوذ من: رجف؛ إذا اضطرب.
وأسعد هاهنا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون مرادًا به: ويمسي بما تنوي أعاديه أسعد منهم, كأنه جعلهم يرجون السعادة بما ينوون فيغلبهم سعد هذا الممدوح. وقد يجوز أن يكون أسعد في معنى سعيدٍ ولا يراد به معنى من؛ لأنهم يضعون أفعل في موضع اسم الفاعل من الثلاثي. ومن ذلك قول معن بن أوسٍ:[الطويل]
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
أي: وجل. وقالوا في قول الفرزدق:[الكامل]
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتًا دعائمه أعز وأطول
(٤٣/ب) معناه عزيرة طويلة, وهذا مذهب كثيرٍ من أهل العلم, والأشبه أنه أراد أفعل الذي للتفضيل, ولعلهم فروا من ذلك لذكره السماء في أول البيت, كأنهم كرهوا أن يكون فضل بيتهم على السماء في العز والطول, وقد يحتمل أن يكون أراد أعز من بيوت العرب وأطول منها.