للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: موحدا ليست بدلًا من التنوين؛ لأنها للترنم جارية مجرى الألف في قوله: تعودا وأوردا ولم يحتج إلى صرف موحد. وقال الهذلي: [الطويل]

ولكنما أهلي بوادٍ أنيسه ... ذئاب تبغى الناس مثنى وموحد

وقوله:

هنيئًا لك العيد الذي أنت عيده ... وعيد لمن سمى وضحى وعيدا

ينتصب هنيئًا عند قوم على مذهب قولهم: ثبت لك هينئًا, وقيل: بل هو اسم وضع موضع المصدر. كأنه قال: هنأك هناء؛ لأنهم ربما وضعوا اسم الفاعل في هذا الموضع كما قالت بعض نساء العرب وهي ترقص ابنها: [مجزوء الرجز]

قم قائمًا قم قائما ... لاقيت عبدًا نائما

وأمةً مراغما ... وعشراء رائما

تريد: قم قيامًا. والعيد مأخوذ من عاد يعود, وقالوا في جمعه أعياد كراهة أن يقولوا أعواد فيلتبسن بجمع العود, ولما قلبوه في الجمع أجروا الفعل على ذلك, فقالوا عيد, ولو حملوه على الأصل لقالوا عود, وسمي: يعني قول القائل: بسم الله إذا أراد الذبح أو النحر, وكذلك يقولون: سمى الرجل إذا ذكر اسم الله, وينشد لبعض اللصوص: [الطويل]

لحى الله صعلوكًا إذا جن ليله ... أناخ وسمى من حذار الطوارق

ويقال: ضحى إذا ذبح الأضحية إن كانت من الغنم, أو نحرها إن كانت من الإبل. وفيها

<<  <   >  >>