للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: شخصه فكأنهم قالوا: ساود الرجل الرجل فساده إذا كان سواده أعظم من سواده وأطول, ثم نقل ذلك إلى الفعل الأجمل, والأخلاق المحمودة. وجاز أن يقال للقصير سيد إذا كان شريف الشيم, وقالوا للمرأة: سيدة, قال الشاعر: [المديد]

أرسلت إلى سيدتي ... ائتنا وحاذر الطلبا

وقوله: حتى تفضل العين أختها, أقل ما تفضلها فيه أن تكون اليمنى وأختها اليسرى, وقد يجوز أن يصيب إحداهما العور, أو يكون بها الحول أو غيره من الأشياء المذمومة, وربما عارت اليمنى منهما فصارت المنفعة بالسيرى دونها.

وقوله:

ومن يجعل الضرغام للصيد بازه ... يصيره الضرغام فيما تصيدا

رواية أهل هذه البلاد جزم يجعل, ورفع يصيره؛ وذلك ضعيف جدًا؛ لأنه يحوج أن تضمر الفاء فيجري مجرى قول زهير: [البسيط]

وإن أتاه خليل يوم مسألة ... يقول لا غائب مالي ولا حرم

كأنه أراد فيقول؛ أي: فإنه يقول. وكذلك قول الهذلي: [الطويل]

فقيل تحمل فوق طوقك إنها ... مطبعة من يأتها لا يضيرها

مطبعة: ثقيلة الحمل, وليست هاهنا ضرورة داعية إلى رفع يصيره وجزم يجعل؛ لأنه إذا

<<  <   >  >>