للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثلاثة الأيام إذا لم تطلع فيها الشمس صارت كثلاث ليالٍ؛ فهي حينئذ ست. ويقوي هذا القول قوله: «لييلتنا المنوطة بالتناد»؛ لأن طلوع الشمس من مغربها يتصل بالقيامة, وصغر الليلة على معنى التعظيم, كما قال لبيد: [الطويل]

وكل أناسٍ سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل

والبصريون المتقدمون لا يرون تصغير الشيء على معنى التعظيم, ويرون أن قول لبيد دويهية وهو يريد الموت فصغرها؛ إذ كان الموت لا يرى, فكأنه خفي إذ كان العيان لا يدركه.

وقوله:

كأن بنات نعشٍ في دجاها ... خرائد سافرات في حداد

بنات نعشٍ في السماء: في موضعين: إحداهما يقال لها بنات نعشٍ الكبرى, والأخرى بنات نعشٍ الصغرى. والبنات نجوم ثلاثة, والنعش أربعة. وربما جاء في الشعر بنو نعشٍ في موضع بنات نعشٍ كأنه لما حكم لها بالبنوة ذكرها؛ لأن النجم مذكر, وينشد هذا البيت: [الطويل]

شربت بها والديك يدعوه صباحه ... إذا ما بنو نعشٍ دنوا فتصوبوا

وهذا من نحو قوله جلت عظمته: {رأيتهم لي ساجدين} , لما أخبر عن الكواكب والشمس والقمر كما يخبر عن الآدميين جمعهم بالياء والنون. وسافرات: من قولهم: سفرت المرأة إذا ألقت خمارها عن وجهها, والمصدر السفور. وقال توبة: [الطويل]

<<  <   >  >>