مثل قمر الدجى. والآخر أن يعني بقمر الدجى القمر الذي يطلع بالليل, كأنه رآها في ليل فقال ذلك. والمتأود: المتعطف المتمايل, وهو من قولهم: آده إذا أثقله الشيء حتى يميله فيجعل فيه أودًا.
وقوله:
عدوية بدوية من دونها ... سلب النفوس ونار حربٍ توقد
عدوية: منسوبة إلى عدي. وبدوية نسب على غير قياسٍ, وربما اتفق ذلك في باب النسب؛ لأنها لو نسبت إلى البدو, فلو أخذ بالقياس لقيل: بدوية, بسكون الدال, ولو نسبت إلى البادية لوجب أن يقال بادية في قول من يقول إذا نسب إلى قاضٍ: قاضي, وهو الوجه المختار, ومن قال قاضوي ألزمه القياس أن يقول بادوية, وهذا مثل قولهم في النسب: قوس رضوية, وإنما القياس رضوية, بسكون الضاد. والسلب والسلب واحد عند قوم, مثل الطرد والطرد, والشل والشلل, وقيل: بل السلب بالسكون المصدر, والسلب الاسم (٥٢/أ) , وقيل: السلب أخذ السالب ما على المسلوب, والسلب: الشيء المأخوذ, والتحريك أحسن في هذا البيت؛ لأنه مؤد معنى التسكين, وفتح اللام أفخم وأتم للوزن.
وقوله:
وهواجل وصواهل ومناصل ... وذوابل وتوعد وتهدد
الهواجل: جمع هوجلٍ, والألفاظ تختلف في تفسيره, فيقال: الهوجل: الأرض البعيدة الأطراف, ويقال: الهوجل: المهملة التي ليس فيها أعلام ونحو ذلك, واشتقاقه من الهجل.
وإذا فسرواة الهجل قالوا: أرض مطمئنة فيها صلابة, ومنه قول ابن ميادة: [الطويل]
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بحرة ليلى حيث نبتني أهلي
وهل أسمعن الدهر أصوات هجمةٍ ... تطلع من هجلٍ خصيبٍ إلى هجل