للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال النابغة: [البسيط]

خيل صيام وخيل غير صائمةٍ ... تحت العجاج وأخرى تألك اللجما

يريد أنهم يقفون الخيل بأبواب قبابهم لتكون معدةً إن صاح صائح عجلوا إلى الركوب, قال الشاعر:

ولهم قباب لا تزال منيفةً ... سدوا بكل مطهمٍ أبوابها

ويقولون للخيل التي يفعل بها ذلك: المقربة؛ أي: أنهم يقربونها منهم, وذهب قوم إلى أنهم لا يقولون مقربةً إلا للإناث؛ لأنهم يدنونها من البيوت خشية أن ينزو عليها فحل غير كريمٍ, والأشبه أن يكون ذلك عامًا للذكور والإناث.

وقوله:

وأنفسهم مبذولة لوفودهم ... وأموالهم في دار من لم يفد وفد

الوفد: جمع وافد, مثل صاحبٍ وصحبٍ, وأكثر ما يستعمل ذلك في القوم الذين يفدون على الملك يطلبون عطاءه أو عفوه, وكثرت هذه الكلمة حتا قالوا: وفد عليه الشيء؛ إذا جاءه, ويقولون: فلان وافد بني فلانٍ؛ إذا كان المعتمد عليه في الوفادة على الملوك؛ لأنه يصلح شأنهم ويتنجز مآربهم, قال الأعشى:

رأت رجلًا غائب الوافد يـ ... ـمن منتشل النحض أعشى ضريرا

أراد أن الذين يفدون عنه قد غابوا, ويروى الوافدين على التثنية, ويزعمون أنه أراد عينيه؛ لأنه جعلهما تفدان على الملوك.

وقوله:

كأن عطيات الحسين عساكر ... ففيها العبدى والمطهمة الجرد

<<  <   >  >>