للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الأعشى:

ترى همه نظرًا خصره ... وهمك في الغزو لا في السمن

وإنما آثروا خفة الجسم لأنه إذا خف كان أسرع لانتقاله, وأجدر بتمكنه من الطعن وغيره مما يعانيه أصحاب الحرب.

وقوله:

وسيفي لأنت السيف لا ما تسله ... لضربٍ ومما السيف منه لك الغمد

وسيفي: أراد به معنى القسم, كأنه آلى بسيفه أن هذا الممدوح هو السيف لا الذي يسله للضرب. ومما السيف منه لك الغمد؛ أي: عليك درع أو جوشن, وهما يتخذان من الحديد كما أن السيف منه يطبع. وقد ذهب قوم إلى أن قوله: وسيفي: يريد به ويا سيفي لأنت السيف, فحذف حرف النداء, وهذا لا يمتنع, ولكن الأول أحسن. والقول في قوله: ورمحي, مثل القول في قوله: وسيفيه؛ أي: أنت يا ممدوح سيفي ورمحي, والقسم أجود.

وقوله:

ورمحي لأنت الرمح لا ما تبله ... نجيعًا ولولا القدح لم يثقب الزند

الزند: الذي يقدح به معروف, وهما زندان, فلأعلى مذكر, والأسفل مؤنث, يقال فيه: زندة؛ لأنهم جعلوهما كالرجل والمرأة. وأثقب الزند: إذا أخرج نارًا, ثم قيل لما يطرح على النار لكي تشتعل: ثقوب.

وقوله:

صيام بأبواب القباب جيادهم ... وأشخاصها في قلب خائفهم تعدو

(٥٤/ب) يقال: فرس صائم, وخيل صيام؛ إذا كانت واقفةً لا تأكل ولا تشرب, ويقال: هو في مصامه؛ أي: في الموضع الذي يثبت فيه. قال امرؤ القيس: [الطويل]

كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صم جندل

<<  <   >  >>