للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومحمد بن حبيبٍ يقول: الفرافصة, بفتح الفاء.

ألا إن خير الناس بعد ثلاثةٍ ... قتيل التجيبي الذي جاء من مصر

وما لي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد قبضت عني بنان أبي عمرو

وقوله:

ضروب لهام الضاربي الهام في الوغى ... خفيف إذا ما أثقل الفرس اللبد

الضاربي الهام: يجوز منه الخفض, وهو الوجه, والنصب على تقدير حذف النون لطول الاسم, وإذا قيل: هذا الضارب الرجل فالوجه النصب, ويجوز الخفض تشبيهًا بقولهم: مررت بالحسن الوجه, فإذا لم يكن في الاسم الثاني ألف ولام لم يحسن الخفض عند أهل البصرة, ولا يجيزون: هذا الضارب زيدٍ. وكان الفراء يجيزه على تأول حذف الألف واللام, كأنه قال: هذا ضارب زيدٍ.

فإذا ثنى البصريون أو جمعوا جمعًا على حد التثنية وفيه الألف واللام وجاؤوا بعد باسم علمٍ مثل زيدٍ وعمروٍ, أو اسمٍ فيه علامة التعريف مثل الرجل والغلام, ساووا بين الحيزين في إجازة الخفض فيقولون: هذان الضاربا زيدٍ والضاربو أخيك, كما يقولون: هذان الضاربا الرجل, والداخلو الدار, ويجيزون حذف النون مع النصب فيقولون: هذان الضاربا عمرًا, كأنهم يعتقدون إثبات النون إلا أنهم حذفوها تخفيفًا. والعرب تصف نفوسها بالخفة على ظهور الخيل؛ لأن ذلك يدل على قلة البدن, وهم يفتخرون بالهزال والشحوب وقلة الأكل, قال الشاعر: [الطويل]

فقلت لها ليس الشحوب على الفتى ... بعارٍ ولا خير الرجال سمينها

<<  <   >  >>