للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هاهنا مرادًا به التعمد؛ لأنها لا (٥٤/أ) تفرك إلا وهي عامدة لما تفعل, ويدلك على أنه أراد الاقتصاد قوله: فاذهب؛ أي: ليقع منها اليأس.

وقوله:

سقى ابن علي كل مزنٍ سقتكم ... مكافأةً يغدو إليها كما تغدو

المزن: جمع مزنةٍ, وهي السحابة البيضاء, ويجوز أن يقال: سقتكم المزن, وسقاكم, فيؤنث الفعل تارةً ويذكر أخرى, كما جاز ذلك في النخل, وما كان مثله مما بينه وبين واحده الهاء.

دعا للمزن أن يسقيها جود الممدوح, وهو ابن علي, ليكون ذلك كالمكافأة لها على سقياها إياكم, ولعله ما سبق إلى هذا المعنى.

وقوله:

بمن تشخص الأبصار يوم ركوبه ... ويخرق من زخمٍ على الرجل البرد

الباء في قوله: بمن: متعلقة بقوله لتروى, وفي تروى ضمير يرجع على البلاد؛ أي: لتروى بلاد حللتها بسقيا من تشخص الأبصار إذا ركب؛ لأنها ترى منه ما لم تجر العادة بمثله.

وقوله:

وتلقي وما تدري البنان سلاحها ... لكثرة إيماء إليه إذا يبدو

أنث البنان, وتذكيره جائز؛ لأنه من باب المزن والنخل, جمع ليس بينه وبين الواحد إلا الهاء. وهذا الشعر يروى لنائلة بنة الفرافصة الكلبية التي تزوجها عثمان بن عفان.

<<  <   >  >>