وقوله:
ممثلة حتى كأن لم تفارقي ... وحتى كأن اليأس من وصلك الوعد
ممثلة, أي: أنت ممثلة كأنك ما فارقتني, وكأن يأسي منك ومن لقائك وعد يطمعني في الوصل.
وقوله:
إذا غدرت حسناء أوفت بعدها ... ومن عهدها ألا يدوم لها عهد
كأنه قد جعل الحسناء لها عهد متقدم بالغدر, فإذا غدرت فهو وفاء منها بالعهد القديم.
وقوله:
وإن عشقت كانت أشد صبابةً ... وإن فركت فاذهب فما فركها قصد
ادعى على الحسناء أن صبابتها تكون أشد من صبابة الرجل, والصبابة: رقة الشوق والهوى, والفرك: بغض المرأة الرجل؛ يقال: فركته فهي فارك, وقال قوم: الفرك: اسم, والفرك مصدر, وقيل: بل الفرك الاسم, والفرك المصدر, والأول أشبه, وقد جاء الفرك مستعملًا في الرجال, ولكنه شاذ, وأنشدوا قول الراجز: [الرجز]
إن العجوز فارك ضجيعها ... تنهل من غير أسىً دموعها
فهذا ينشد على الفرك من البغض, ويجوز أن يكون فارك ها هنا من قولهم: قال فلان كذا, ثم فرك؛ أي: لم يثبت على ما قال, كأن الضجيع لا يدوم للعجوز على ما كان عقد. فأما بغض الرجل المرأة فهو الصلف, يقال: صلفت المرأة؛ إذا لم تخظ عند زوجها, فهي صلفة وقد صلفها هو, قال الشاعر: [الوافر]
وقد خبرت أنك تفركيني ... وأصلفك الغداة ولا أبالي
وقوله: فما فركها قصد؛ أي: أنها لا تقصد في الأمور؛ أي: لا تفعل فعلًا متوسطًا مأخوذًا من الاقتصاد؛ من قولهم: رجل قصد؛ أي ليس بالطويل ولا القصير, والمعنى أن فركها متجاوز فيه حد القصدو وهذا يشبه قوله: كانت أشد صبابة, ولا يحسن أن يكون القصد