فأحبلها رجل نابه ... فجاءت به جعظرًا مطهما
الجعظر: الكثير العضل الغليظ, والمطهم: الحسن الخلق التامه.
وقوله:
أرى القمر ابن الشمس قد لبس العلى ... رويدك حتى يلبس الشعر الخد
العرب مجمعون على تأنيث الشمس, والمنجمون يزعمون أنها نجم ذكر, وجرت عادة الشعراء بأن يشبهوا المرأة بالشمس؛ لأنها مؤنثة في كلامهم, وقد شبهوا الملك بالشمس, قال النابغة: [الطويل]
بأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ولا شك أن أبا الطيب لم يرد بالشمس إلا أبا الممدوح, فأما تشبيههم السيد بالقمر فكثير, قال الفرزدق:
كم من أبٍ لي يا جرير كأنه ... قمر الدجنة أو سراج نهار
وحذفوا حرف التشبيه كما فعلوا ذلك في مواضع كثيرة, قال الفرزدق:
أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع
يقال: إنه أراد بالقمرين النبى صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام. والأشبه أن يكون الفرزدق أراد بالقمرين والنجوم الطوالع سادات قومه خاصةً ولم يذهب إلى ما تقدم ذكره؛ لأنه يفخر في هذه القصيدة على جرير, ولجرير في الفخر بالنبى صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام مثل ما للفرزدق, وكلاهما من تميم بن مر.
وقوله:
وغال فضول الدرع من جنباتها ... على بدنٍ قد القناة له قد
لم تزل الشعراء تصف السادة بالطول, قال الشاعر, ويروى لابن ميادة: [الطويل]