وقوله:
حالكٍ كالغداف جثلٍ دجوجـ ... ي أثيثٍ جعدٍ بلا تجعيد
الحالك: الشديد السواد, والغداف: الغراب الأسود الكثير الريش, وهم يشبهون الشعر الأسود بالغراب, قال الشاعر, ويقال: إنه لأبي حية النميري: [المتقارب]
فلا يبعد الله ذاك الغراب ... وإن كان لا هو إلا ادكارا
والجثل: الكثير الأصول. والأثيث: يوصف به الكثير من الشعر والنبت. والدجوجي: الأسود, والجعد: الذي ليس بسبطٍ كأنه يتجمع بعضه إلى بعض, يقال: جعد وجعاد, ولمة جعدة, قال الشاعر: [الخفيف]
شدخت غة السوابق منهم ... في وجوهٍ مع اللمام الجعاد
وقوله:
تحمل المسك عن غدائره الريـ ... ح وتفتر عن شتيتٍ برود
الغدائر: جمع غديرةٍ من الشعر, وهي مأخوذه من أغدرت الشيء وغادرته, إذا تركته, كأنها تركت في موضعها لم تذهب مع ما سقط من الرأس لما سرح. وتفتر: أي: تضحك, وهو مأخوذ من فررت الدابة إذا فرجت ما بين جحفلتيها لتعرف سنها, والشتيت من صفات الثغر؛ لأنهم يقولون: ثغر مفلج إذا لم يركب بعضه بعضًا وكان بينه فروق. والبرود: مثل البارد إلا أنه أشد مبالغةً؛ لأن فعولًا أبلغ من فاعلٍ.
وإذا وصف الثغر بذلك احتمل أن يكون الفعل غير متعد, كما يقولون: برد الماء؛ إذا صار باردًا, وجاز أن يكون متعديًا, يؤخذ من قولهم: برد الماء غليل المدنف؛ إذا أذهب حرارته.