للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

جمعت بين جسم أحمد والسقـ ... ـم وبين الجفون والتسهيد

ذكر أحمد وهو يعني نفسه, وقيل: إن أبا علي الفارسي كان يسمي هذا التجريد, ويجوز أن يكون أخذه عن بعض الأشياخ, ومثله كثير في الشعر, ومنه قول الأخطل: [المتقارب]

ألم على عنبات العجوز ... وقفتها من غياثٍ لمم

يعني بغياثٍ نفسه. وقد جعلوا من هذا النحو قوله تعالى: {واعلم أن الله عزيز حكيم} , وإنما هذا نائب عن قوله: واعلم أني عزيز حكيم.

وقوله:

أهل ما بي من الضنى بطل صيـ ... ـد بتصفيف طرةٍ وبجيد

يقول: أهل ما بي رجل بطل صيد بطرةٍ, وهي ما تقدمه المرأة في مقدم شعرها, وأصل الطرة الجانب. كأنه يتشمت لنفسه لما غلبته هذه المرأة فيقول: أنا مستحق لما أصابني إذ كان ينبغي أن أحتمي وأمتنع.

وقوله:

كل شيء من الدماء حرام ... شربه ما خلا دم العنقود

أحل الخمر في هذا البيت على سبيل الدعوى, وذلك قبيح بمن يشتمل عليه الإسلام.

وقد فعل ذلك غيره من الشعراء, ويروى للحكمي: [الطويل]

أحل العراقي النبيذ وشربه ... وقال أناس إنما حرم السكر

وقال الحجازي النبيذان واحد ... فحلت لنا بين اختلافهم الخمر

<<  <   >  >>