للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروى: أخب. فأما قول دريد بن الصمة: [مجزوء الرجز]

يا ليتني فيها جذع ... أخب فيها وأضع

فإنه جعل الخبب والوضع لنفسه لما كان يستعمل لفرسه؛ لأنهم يخبرون عما جاور الشيء كما يخبرون عنه. وجعل أبو الطيب الإخباب بعد الإيضاع على سبيل المجاز, ولو أن الكلام منثور لحسن أن يقول: صار ما أخب الموضعون فيه؛ لأن الخبب أشد من الوضع, وأكثر ما يستعمل الوضع للبعير.

وقوله:

وكلام الوشاة ليس على الأحـ ... ـباب سلطانه على الأضداد

هذا البيت يحتمل وجهين:

أقواهما أن يكون سلطانه مرفوعًا بليس, وقوله على الأضداد متعلق بقوله: سلطانه؛ أي ليس سلطان كلام الوشاة الذي يتسلط على الأضداد واقعًا على الأحباب.

والآخر أن يكون الكلام قد تم عند قوله على الأحباب, ثم ابتدأ مخبرًا فقال: سلطانه؛ أي: سلطان الكلام على الأضداد, كما تقول: ليس شرك على صديقك إنما هو على عدوك.

وقوله:

أشمت الخلف بالشرة عداها ... وشفى رب فارسٍ من إياد

الشراة: هم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب - عليه السلام - لما حكم, وقالوا: لا حكم إلا الله, فالمسلمون يجعلون الشراة جمع شارٍ من قولهم: شرى إذا لج, وكذلك شرى البرق: إذا دام لمعانه. قال الشاعر: [المتقارب]

<<  <   >  >>