يقولون للأسود: أبو البيضاء, على سبيل التفؤل, كأنهم يريدون أنه يولد له بنت بيضاء, أو أن نفسه مبيضة وإن كان جلده أسود, ولا يمتنع أن يكونوا قالوا ذلك على معنى الهزء والعكس, وقالوا للأبيض: أبو الجون. والجون من الأضداد يقع على البياض والسواد, فعكسوا كنية الأبيض والأسود, كما قالوا للغراب: أعور.
وقوله:
وأن ذا الأسود المثقوب مشفره ... تطيعه ذي العضاريط الرعاديد
إذا وصفوا الإنسانا باللؤم ونسبوه إلى العبودية جعلوه شفته مشفرًا, قال الراجز:[الرجز]
قد كنت حذرتك لقط العصفر ... بالليل حتى تصبحي وتبصري
فإذا فعلت ما فعلت فاصبري ... إني زعيم لك أن تزحري
بواسع الجبهة عبل المشفر
والعضاريط: الأتباع, واحدهم عضروط, وحكى صاحب كتاب التقفية في باب الميم أنه يقال عضروم في معنى عضروطٍ, وإنما أخذ العضروط من العضرط وهو عظم الدبر قال الشاعر:
لا أعرفن ربربًا حورًا مدامعها ... كأنهن نعاج حول دوار
خلف العضاريط من عوذى ومن عمم ... مردفاتٍ على أحناء أكوار