للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووضعن فوق مجامرٍ أدخلنها ... بين المجاسد والمفارش عودا

وقوله:

نامت نواظير مصرٍ عن ثعالبها ... فقد بشمن وما تفنى العناقيد

يقال: إن النواظير كلمة نبطية, وأنهم أرادوا النواظير؛ أي: الذين ينظرون الكروم وغيرها على سبيل الحفظ. ومن شأن النبط أن تنقل الظاء إلى الطاء في بعض المواضع. والبشم أن يثقل الطعام على الإنسان ويكره الزيادة منه. قال الراجز:

يظل يمشي بينها مثل الصنم ... يشكو إلى جاراته طول البشم

والعناقيد: جمع عنقود وعنقادٍ, قال رؤبة: [الرجز]

إذ لمتي سوداء كالعنقاد ... كلمةٍ كانت على مصاد

يقول: إن النواطير قد نامت عن مصر فأكلت الثعالب من أعنابها حتى بشمت, وعناقيدها ليست بالفانية. وإنما ضرب المثل بالنواطير, وهو يريد السادة الذين يجب عليهم أن يحفظوها, وأراد بالثعالب الذين يأخذون نعمها ومالها, وجعل العناقيد كنايةً عما يصيبونه من الخير.

وحكى الأصمعي أنه سمع عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول: أما ترى النجم كأنه عنقود ملاحي, يعني بالنجم الثريا.

وقوله:

العبد ليس لحر صالحٍ بأخٍ ... لو أنه في ثياب الحر مولود

لو أن هذا الكلام منثور لكان الأحسن أن يقول: ولو أنه, بالواو, كما يقال: لا تركن إلى عبدٍ ولو أنك قد (٦٢/أ) وليت تربيته, وحذف الواو للضرورة وإقامة الوزن.

وقوله:

ولا توهمت أن الناس قد فقدوا ... وأن مثل أبي البيضاء موجود

<<  <   >  >>