للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي أردت أن تكون ملكًا ولست من أهل المملكة, فاترك هذا الأمر لمن يحققه, كما أن بعض الناس يؤثر السجود في وجهه لكثرة ما يتعبد ويضع وجهه على الأرض, ومنه قوله تعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود}. وقال الشاعر: [البسيط]

ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحًا وقرآنا

وبعض من يريد أن يتظاهر بالدين, وليس هو من أهله, يؤثر في موضع سجوده بشيء حتى يظن أن ذلك من السجود, وقيل: إنهم يدلكون الموضع بثومٍ.

وقوله:

ومتقٍ والسهام مرسلة ... تحيص من حابضٍ إلى صارد

(٦٤/ب) الحابض: من صفات السهام, فقيل: هو الذي يقع بين يدي الرامي, وقيل: بل الذي يتعلق في الغرض تعلقًا يسيرًا. والصارد من السهام: الذي ينفذ الرمية, قال اللعين المنقري: [الوافر]

فما بقيا على تركتماني ... ولكن خفتما صرد النبال

وقوله:

ولا يبل قاتل أعاديه ... أقائمًا نال ذاك أم قاعد

لا يبل: كلمة شاذة, وهي من بالى يبالي, وإنما القياس: ولا يبالي مثل لا يرامي, ولكن بعض العرب إذا وقف على مثل أبالي وأرامي, وما كان في آخره ياء من المضارعة مثل يقضي ويأتي يحذف آخر الفعل فيقول: نقض ولا أبال فيسكن اللام, فلما كثر ذلك توهموا أن الألف يجوز حذفها في الجزم, كما يقال: لم يقل, ولم يبل.

<<  <   >  >>