للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزيز: {فلا رفث ولا فسوق}. والخروج إلى حال النصب أحسن من تغيير الوزن, وفي الآية: {ولا جدال في الحج}.

وقوله:

فاغتظ بقوم وهسوذ ما خلقوا ... إلا لغيظ العدو والحاسد

رخم وهسوذان فحذف الألف والنون لأنه جعله كالاسم الواحد, وهذه الأسماء الأعجمية التي تجيء على سبعة أحرف وما زاد الأشبه بها أن تكون مركبةً من اسمين؛ فأبو الطيب جعل وهسوذان بمنزلة اسم واحد, مثل زعفران وما جرى مجراه. ولو قال قائل في ترخيم وهسوذان وهسو أو وهس لم يبعد ذلك؛ لأنه يجعل ذان بمنزلة اسمٍ قرن بالأول, أو يجعل الواو به متصلة في بعض النسخ.

وقوله:

رأوك لما بلوك نابتةً ... يأكلها قبل أهله الرائد

الرائد: الذي يبعثه القوم يرود لها مواضع الكلأ, والمعنى أنه يرود فيها؛ أي: يذهب ويجيء لينظر كيف هي الخصب والإمراع. ثم قالوا رادها يرودها فاستغنوا عن حرف الخفض, ومن أمثالهم: «لا يكذب الرائد أهله»؛ لأنه إن كذبهم غرهم وغر معهم نفسه, يقول: كان هذا المنهزم كالعشبة النابتة يسبق إليها الرائد فيأكلها من قبل أهله, وذلك لهوانها عليهم, ولأن أكله إياها ليس بمؤد إلى الإضرار بمن وراءه.

وقوله:

وخل زيا لمن يحققه ... ما كل دامٍ جبينه عابد

<<  <   >  >>